في 23 أكتوبر/تشرين الأول، استضاف مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح والبعثة المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة حدثاً جانبياً على هامش أعمال اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعرض التجارب الرئيسية ومناقشة الدروس المستفادة من خمس سنوات من تنفيذ مشروع شهر العفو الأفريقي المشترك بين الاتحاد الأفريقي ومكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح.
وقد عُقد هذا الحدث الجانبي الأول من نوعه في نيويورك حول شهر العفو الأفريقي في شكل مختلط، حيث شارك أعضاء اللجنة والحضور شخصياً في مقر الأمم المتحدة وافتراضياً من مختلف المناطق. ووفر الحدث منبراً لتقييم التقدم المحرز والتحديات التي تواجه التنفيذ الوطني لشهر العفو الأفريقي، مع جمع وجهات نظر أصحاب المصلحة لإثراء الجهود المستقبلية. وقد ساعدت الرؤى التي تم تبادلها خلال المناقشة في الإسهام في المداولات الأوسع نطاقاً بشأن النهوض بأجندة إسكات البنادق وتعزيز مبادرات السلام والأمن في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

في كلمته الافتتاحية، أكد المدير ونائب الممثل السامي لشؤون نزع السلاح، أديديجي إيبو، أن شهر العفو الأفريقي يوفر "منصة مبتكرة لتعزيز السلام من خلال تشجيع التسليم الطوعي للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة غير المشروعة دون خوف من الاعتقال أو الملاحقة القضائية"، مشيرًا إلى دوره في تعزيز ثقة المجتمع والحد من الأسلحة غير المشروعة المتداولة وتعزيز أسس السلام والاستقرار على المدى الطويل. وشدد على أن المبادرة تأتي "في الوقت المناسب بشكل خاص" وسط التحديات الأمنية العالمية المستمرة وتتماشى مع أجندة إسكات البنادق للاتحاد الأفريقي وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وسلط المدير الضوء على تعاون مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مع الاتحاد الأفريقي من خلال مشروع شهر العفو الأفريقي المشترك. وقد دعم المشروع، الذي يُنفذ مع المركز الإقليمي المعني بالأسلحة الصغيرة في منطقة البحيرات الكبرى والقرن الأفريقي والدول المجاورة، 16 بلداً أفريقياً ويسّر جمع وتدمير أكثر من 22000 قطعة سلاح غير مشروع، مع تمكين المجتمعات المحلية وبناء القدرات الوطنية. وأشار السيد إيبو إلى عمليات الإطلاق الأخيرة في أوغندا ومالي، وأكد السيد إيبو على الأثر المجتمعي للمبادرة، بما في ذلك في مجالات إشراك الشباب والتوعية والتخلص من الأسلحة.
وأشار السيد داميلولا أبيكويي، مستشار البعثة المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة، إلى نجاح المنتدى التاسع لشهر العفو الأفريقي الذي عُقد في كمبالا وأكد من جديد التزام الاتحاد الأفريقي "ببناء مجتمعات أكثر أمانًا من خلال نزع السلاح الطوعي" وشدد على أن انتشار الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة لا يزال يهدد السلام والأمن والتنمية في جميع أنحاء القارة، وسلط الضوء على شهر العفو الأفريقي كمبادرة شاملة بقيادة أفريقية تعزز الثقة والمشاركة المجتمعية والتسليم الطوعي للأسلحة دون ملاحقة قضائية. واختتم بالتذكير بأجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063، مؤكدًا أن تطلعه إلى "أفريقيا سلمية وآمنة... حيث تصمت جميع الأسلحة" يتحقق "بتسليم سلاح واحد ومجتمع واحد أكثر أمانًا في كل مرة"
وشددت السيدة نوالا ني مويرشاريتاي، نائبة الممثل الدائم لأيرلندا لدى الأمم المتحدة، على أهمية شهر العفو في أفريقيا كمساهمة عملية في تعزيز أجندة إسكات البنادق ودعم السلام والأمن والتنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة. وباعتبارها مساهماً لأول مرة في المشروع المشترك بين الاتحاد الأفريقي ومكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا فقد أكدت أيرلندا على أهمية الشراكات المستدامة والتضامن لضمان الاستقرار والأمن الإنساني على المدى الطويل في أفريقيا.
شارك في حلقة النقاش التي تلت ذلك كل من مدير مركز الأمم المتحدة الإقليمي للسلام ونزع السلاح في أفريقيا (UNREC)، أنسليم يابوري؛ وإريك كاييرانجا، كبير مستشاري إدارة الأسلحة والذخيرة في المركز الإقليمي للسلام ونزع السلاح في أفريقيا؛ وفلورنس كيرابيرا، نقطة الاتصال الوطنية لإدارة الأسلحة والذخيرة في جمهورية أوغندا؛ وجون روبرت أدوبا من شبكة الشباب المحاربين المصلحين. وقد سلطت مناقشتهم الضوء على الأبعاد الإقليمية لشهر العفو الأفريقي وتأثيره، بما في ذلك أهمية الملكية الإقليمية والنهج التي تقودها أفريقيا لنزع السلاح. وتطرق المتحدثون إلى الديناميكيات الاجتماعية والمجتمعية التي تؤثر على تداول الأسلحة غير المشروعة، مع إيلاء اهتمام خاص لثقافة الإغارة على الماشية ودورها في تشكيل الهوية في بعض المجتمعات، والحاجة إلى دعم مسارات بديلة للشباب الذين ينجرون تقليدياً إلى مثل هذه الممارسات. كما أكد المشاركون على أهمية إشراك الشباب والنساء في زيادة الوعي وفي المبادرات المجتمعية لتشجيع نزع السلاح على المدى الطويل.
وركزت المناقشة التفاعلية التي أعقبت ذلك على تعزيز أوجه التآزر بين نزع السلاح والتنمية وحقوق الإنسان، فضلاً عن تعزيز التعاون وإبراز مبادرة شهر العفو الأفريقي. وأكد المشاركون على أهمية ربط شهر العفو الأفريقي بشكل أوثق مع عمليات الأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج العمل المتعلق بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، حيث اقترح أحد المتحدثين دمج ركائز الأمم المتحدة للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بشكل أكثر تعمقاً في العمل المستقبلي. كما سلطوا الضوء على قيمة تبادل الخبرات خارج أفريقيا، مقترحين زيادة التبادل مع المناطق الأخرى لتعزيز أفضل الممارسات وتوسيع نطاق التعاون على المستوى الدولي.
وخلال حلقة النقاش، أشار المدير ونائب الممثل السامي إلى أن تحقيق نزع السلاح المستدام يتطلب أكثر من التدمير الطوعي للأسلحة، داعيًا إلى بذل جهود شاملة "لإغلاق الصنبور" من خلال معالجة مصادر التدفقات غير المشروعة للأسلحة ودوافعها. وشدد في ملاحظاته على أن الوقاية والشفافية وإصلاح الحوكمة يجب أن تصاحب جهود نزع السلاح العملية لضمان السلام والأمن الدائمين في جميع أنحاء القارة.
وفي الختام، كرر السيد توماس غوبل، سفير ألمانيا لدى مؤتمر نزع السلاح، تشبيه السيد إيبو الذي أشار إلى أن نزع السلاح الفعال يتطلب إغلاق "الصنبور" وإبقاء "الصنبور" نظيفاً. وشدد على أنه في حين أن التسليم الطوعي للأسلحة وتدميرها أمر ضروري، إلا أنه يجب أن يكون مدعوماً بأطر سياسية قوية وقدرة مؤسسية. واختتم السفير غوبل كلمته بتشجيع الدول الأعضاء على الحفاظ على التزامها بـ "إسكات البنادق" في أفريقيا.
